كيف تحافظ على صحتك النفسية وتتجنب الاحتراق الوظيفي

مع تزايد متطلبات العمل والتنافس في بيئة مهنية متغيرة باستمرار، أصبحت الصحة النفسية جزءًا أساسيًا من استدامة الأداء المهني والنجاح طويل الأمد. تجاهل الإرهاق الذهني والضغط المزمن يؤدي إلى ما يُعرف بالاحتراق الوظيفي، وهو حالة من الانهاك العقلي والعاطفي تؤثر سلبًا على جودة الحياة والعمل. في هذا المقال، نناقش الأسباب الخفية للاحتراق المهني، علامات التحذير المبكرة، وخمس استراتيجيات فعالة للحفاظ على التوازن النفسي والصحة العقلية في بيئات العمل اليوم.

ما هو الاحتراق الوظيفي وما الذي يسببه؟

الاحتراق الوظيفي هو استجابة مزمنة للضغوط المهنية المستمرة. لا يتعلق فقط بكثرة العمل، بل أيضًا بانعدام السيطرة، قلة التقدير، وغموض الأدوار أو القيم داخل الشركة.

الأسباب الأكثر شيوعًا:

  • عبء عمل مفرط أو غير واقعي
  • غياب التقدير أو التحفيز
  • بيئة عمل سامة أو تنافسية بشكل مفرط
  • عدم وضوح المسار المهني
  • العمل لساعات طويلة دون راحة

العلامات المبكرة التي لا يجب تجاهلها

  • فقدان الحماس والاهتمام بالأهداف
  • الشعور بالإرهاق حتى بعد الراحة
  • صعوبة في التركيز واتخاذ القرار
  • تراجع الأداء المهني
  • انسحاب اجتماعي أو توتر زائد مع الزملاء

1. وضع حدود واضحة بين العمل والحياة الشخصية

اعمل على خلق توازن صحي بين العمل والراحة. حدّد أوقات بداية ونهاية ليومك المهني، وابتعد عن البريد الإلكتروني خارج ساعات العمل.

أدوات مساعدة:

  • استخدام تطبيقات تنظيم الوقت مثل “Focus To-Do” أو “Notion”
  • تفعيل خاصية عدم الإزعاج في الهاتف خلال وقت الراحة
  • إنشاء روتين يومي للفصل بين العمل والحياة

2. تعلم قول “لا” بطريقة مهنية

الرفض لا يعني قلة الالتزام، بل هو مهارة ضرورية للحفاظ على الطاقة الذهنية. تعلّم رفض المهام الزائدة التي لا تضيف قيمة مباشرة إلى أهدافك المهنية.

عبارات مهنية لرفض المهام الزائدة:

  • “في الوقت الحالي أركّز على X، ويمكنني المساعدة في وقت لاحق.”
  • “أحتاج إلى مراجعة أولوياتي مع المدير قبل الالتزام.”

3. الاستراحات القصيرة جزء من الإنتاجية

بحسب أبحاث من جامعة “Stanford”، إنتاجية الدماغ تبدأ بالهبوط بعد 90 دقيقة من العمل المستمر. خذ استراحات قصيرة منتظمة (5–10 دقائق) لكل ساعة عمل.

تقنيات فعالة:

  • تقنية “Pomodoro”: 25 دقيقة عمل ثم 5 دقائق راحة
  • الوقوف والتمدد أو المشي القصير حول المكتب
  • تمارين التنفس العميق لتخفيف التوتر الفوري

4. الانخراط في أنشطة تغذي الصحة النفسية

مارس الرياضة بانتظام، خصّص وقتًا للهوايات، وتواصل مع الأصدقاء والعائلة. النشاطات خارج العمل تعيد شحن طاقتك وتساعد على تجنب الانغلاق الوظيفي.

أنشطة مجربة ومفيدة:

  • التأمل أو اليوغا لمدة 10 دقائق يوميًا
  • كتابة اليوميات لتفريغ الضغوط
  • التطوع أو الانضمام لمجتمع مهني إيجابي

5. لا تتردد في طلب الدعم المهني عند الحاجة

إذا استمرّت أعراض الاحتراق رغم المحاولات الذاتية، فاطلب الدعم من أخصائي نفسي أو من خدمات الصحة المهنية في مكان العمل.

مصادر الدعم:

  • برامج دعم الموظفين (EAP) في الشركات
  • منصات العلاج النفسي أونلاين مثل “Shezlong” أو “BetterHelp”
  • مجموعات دعم نفسي محلية أو مجتمعات على الإنترنت

الخلاصة

الصحة النفسية في مكان العمل لم تعد رفاهية، بل ضرورة. تجاهل الإرهاق أو التظاهر بالقوة المفرطة قد يؤدي إلى نتائج سلبية على المدى الطويل. من خلال تبني ممارسات بسيطة ولكن فعّالة، يمكن لكل شخص أن يحمي نفسه من الاحتراق المهني ويحافظ على توازنه العقلي في بيئة العمل العصرية.